هناك آلية لاختيار الحل المناسب لعلاج المشكلة الزوجية ،كما انه قد يكون
للمشكلة اكثر من حل ،ولذلك أحببنا أن نوضع من خلال الرسم العملية العقلية للإنسان والتي ينبغي أن يتبعها ليصل إلى القرار السليم لعلاج المشكلة الزوجية.
وهى كالتالي:-
1-تحديد المشكلة الزوجية:
•ونعنى به أن يحدد صاحب المشكلة نوعية المشكلة التي يريد معالجتها ،
ولا يحدد اكثر من مشكلة..
•ومن خلال تجربتي بالدورات انه كلما كلفت المشتركين أو المشتركات بتحديد المشكلة يكتبون لي كل مشاكلهم الزوجية ،فاقول لهم : أنا لا أريد أن تكتبوا كل مشاكلكم ،وإنما مشكلة واحدة فقط ، فإذا نجحنا في علاجها كتبنا مشكلة أخرى وهكذا..
2+3 - وضع الحلول المقترحة.
•وبعد كتابة المشكلة نبدا بكتابة كل الاحتمالات الواردة لعلاجها ، سواء أكان الحل واقعيا أم مثاليا أم خياليا ، وسواء أكان مناسبا أم غير مناسب.
4- وبعد كتابة جميع الحلول نبدأ بتقيم كل حل على حدة آخذين بعين الاعتبار الظروف الثقافية والاجتماعية والنفسية والبيئية , والتي ترسخ لها الحل وهل هو يتناسب مع نفسية أحد الطرفين أم لا ؟ وكلما زادت الدرجة أصبح الحل مناسب كما انه لا مانع من الاستعانة بصلاة الاستخارة عند تساوي الدرجات .
5- إبعاد الحلول غير العملية أو محاولة تطويرها :
•حاول أن تبعد الحلول التي لا تتناسب وحياتك الزوجية والتي أخذت درجات متدنية جدا ولكن بشرط أن تكتب الرفض أمام كل حل , حتى يمكنك الرجوع إلها مستقبلا وتطويرها والتفكير في كيفية تحويل الحل من حل غير واقعي إلى حل واقعي ومن خيالي إلى عملي ..
6- تقدير مخاطر الحل المناسب :
•بعد أن تقوم بهذه العملية لاختيار الحل المناسب رشح الحل المناسب لك ثم أسال نفسك ؟
س1 ما النتائج المتوقعة بعد تنفيذ هذا الحل ؟
س2 هل هناك نتائج سلبية ؟
س3 كيف يمكنني أن أتفادها ؟
س4 ماذا افعل .. لو كانت ردة فعل الطرف .
7- اختيار الحل المناسب :
وعندها نختار الحل المناسب وترشح بعده الحلول على حسب الأولوية .
8+9 - النتيجة بعد تجربة الفشل :
إذا فشلت في تحقيق أهدافك وعلاج المشكلة فأرجع مرة ثانية إلى المربع الثاني في الرسم وراجع حلولك مرة ثانية واختر الحل المناسب بعد الاستعانة بالله تعالى والاستغفار .
10- النجاح :
•والنجاح قد يكون بدرجة 100 % أو 50 % أو حتى 10 % فكل ذلك يعتبر نجاحا ولكن المهم أن تكون طريقة التفكير صحيحة فلو لم تنجح في المرة الأولى أعد المحاولة مرارا حتى يفتح الله عليك .
•ولهذا قيل لحكيم ما الفرق بين الأقوياء والضعفاء ؟ قال الحكيم كلاهما يتعرضان للمشاكل ولكن الفرق أن الأقوياء يجربون اكثر من مرة لعلاج المشكلة قال تعالى { إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً }
11- تحقيق الهدف بعلاج المشكلة
اقتراح: اجعل لك دفترا واكتب عليه إنجازات ونجاحات
وكلما حققت إنجازا أو نجاحا في علاقتك الزوجية ولو كان بسيطا اكتبه وافرح به , فإن هذا يزيد من ثقتك بنفسك وهذا بنفسك وهذا ما تحتاجه أنت .
4- التخطيط للمشكلة .
ما هو التخطيط ؟
وما علاقة التخطيط بعلاج المشاكل الزوجية ؟
وهل يمكن أن يخطط أحد الزوجين للمشكلة وعلاجها ؟
ويمكن أن يستثمر الزوجان التخطيط لتفادي المشاكل المستقبلية فإذا كان الزوجان - مثلا - لا ينجبان ورفض أحدهما إجراء الفحص الطبي فإن هذا مؤشر لبقاء مشكلة توتر العلاقة الزوجية مستقبلا لان للصبر حدودا - كما قيل - فالتعاون بين الطرفين في قضية الإنجاب أمر ضروري وهكذا غيرها من المواقف الزوجية التي تحدث بين الطرفين ولهذا فإننا نعبر عن صحة وسلامة العلاقة الزوجية بمثال ( الطاولة ذات الأرجل الثلاث ) .
5- الإحباط من الفشل
قد يتحمس أحد الزوجين لعلاج مشكلة زوجية ويبذل كل الأسباب التي يعرفها ولكن دون جدوى ولم يحدث التغيير المتوقع للطرف الأخر فهنا يصاب بالإحباط والذي خصصنا له فقرة كاملة لأهميته أثره على نفسية الشخص المحبط وهذا الإحباط سماه القرآن اليأس وحذر المسلمين منه لان الأصل في المسلم ان يكون متفائلا دائما ولكن علماء النفس والسلوك تحدثوا عن الإحباط وأثاره ( الإحباط مجموعة مشاعر مؤلمة تنتج من عجز الإنسان عن الوصول إلى هدف ضروري لإشباع حاجة ملحة عنده , ثم بينا أن الناس يختلفون في التحمل الإحباط ولهذا فإنهما تناولنا الإحباط في وقسمناها إلى ثلاث نتائج :
1-الإحباط يؤدي إلى العدوان
2-الإحباط يؤدي إلى النكوص
3-الإحباط يؤدي إلى أنماط سلوكية مختلفة مثل الغضب والصداع واللامبالاة والإسهال والتخلي عن الهدف أو إلى القلق والتوتر .
فالإحباط إذن قد يكون مفيدا ودافعا للإنسان إذا جعله وقودا بيده عملا وانتاج لتحقيق أهدافه بعد فشل في الجولة الأولى أو الثانية وقد يكون مرضا إذا تراجع المحبط عن تحقيق أهدافه ونكص على عقيبة واصبح يرى الناس ليس فيهم خير .
6- معركة الآراء بين الزوجين
إن اكثر الخلافات الزوجية تكون من اختلاف رأى كل منهما عن الآخر وعدم تنازلهما أو التضحية عن آرائهما ومن ثم تحدث معركة الآراء وتكون نتيجتها سيئة عليهما وعلى أبنائهما .
وإننا وقبل أن نتحدث عن هذا الموضوع وكيفية تفاديه لابد وان نتحدث عن سنة الحياة .
1-الاختلاف سنة الحياة ..
خلق الله البشر أجناسا وأنواعا فكل منهم في بيئة تختلف عن الأخرى ولو كان الاثنان في بيئة وظروف واحدة فان الظروف الحياتية التي يمرون بها مختلفة وان كانا من بيئة وظروف واحدة فان الطباع التي خلقها الله فيها مختلفة ,,
2-أنواع الخلافات الزوجية .
يقصد بالخلافات الزوجية ( التباين في أفكار ومشاعر واتجاهات الزوجين حول آمر من الأمور ينتج عنه ردود أفعال غير مرغوب فيها تظهر الخلاف وتوضعه ثم تحول إلى نفور وشقاق فيختل التفاعل الزواجي ويسود التوافق الزواجي .
بعدد ان عرفنا الخلافات الزوجية نحب أن نبين أنواعها لكي يحس الزوجان التعامل معها فقد قرر علماء الفقه والأصول بان الاختلاف أمر قدري كوني ومنه ما يكون اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد , وبلغة علماء النفس والسلوك يقولون : ( اختلاف بناء أو اختلاف هدام ) والاختلاف بين الزوجين إذا كان على جزيئات الحياة وهي كما قيل ( ملح الطعام ) ويعتمد ذلك على نظرة الزوجين للخلاف وكيفية التعامل معه والصورة الذهنية الموجودة في مخليتهم عنه , أما الاختلاف الهدام فهو الذي ينتهي بالزوجين إلى النفور والبغضاء والحقد والانتقام , وقد ذكر الدكتور كمال موسى في المرجع نفسه عوامل تجنبه الخلافات الزوجية البناءة والهدامة ونعرضها هنا كالتالي :
أولا : عوامل تجعل الخلاف بناءاً :
1-صراحة كل ممن الزوجين في لتعبير عن مشاعره السلبية نحو الأخر .
2-تقبل كل منهما النقد الموضوعي من الزوج الأخر وتقديم النصيحة التي لا تنقص من قدر النصوح .
3-سعى كل منهما إلى تحديد أسباب الخلافات بينهما ومعرفة نقاط الائتلاف والاختلاف في المواقف ثم يعتذر كل منهما الأخر .
4-تجمل كل منهما غضب الأخر في بعض المواقف وانتظاره حتى يذهب الغضب , ثم ناقشه بهدوء في أخطائه , مناقشة الناصح الأمين ويعاملة معاملة العاذر لا معاملة الشامت.
5-اهتمام كل منهما بعلاج المشكلة التي بينهم اكثر من اهتمامه بإثبات خطأ الزوج الأخر وتحمله المسؤولية وتبرئة نفسه منها .
6-راجعة كل منهما لنفسه بعد انتهاء الخلافات ، واعادة النظر إلى في مشاعره وأفكاره واتجاهاته نحو الزوج الأخر , واجتهاده في ان كون معه لا ضده ، وأزالته آثار سيئة ، للخلافات وتخليص نفسه من سوء الظن الأخر , ونسيان كل ما كان منه في موقف الخلاف والغضب .
7-استعداد كل منهما لعلاج أي خلاف قادم , تحمل أي غضب من الزوج الأخر , واعتبارها أمورا طبيعيا , متوقعه في التفاعل الزواجي ، دون أن تفسد للود قضية .
ثانياً : عوامل تجعل الخلاف هدما :
1-ظهور العداوة الصريحة وغير الصريحة في موقف الخلافات ، حيث يهاجم كل من الزوجين الأخر ويحكر أراه واكارة ويحط من شأنه ويبرز عيوب عند كل مشكلة تحدث بينهما .
2-عدم نسيان كل منهما لما لديه من معلومات عن الأخر في الإساءة إلى سمعته أو إزاء نفسيا أو بدينينا واجتماعيا .
3-استخدام كل منهما لما لديه من معلومات عن الأخر للإساءة إلى سمعته أو إيذائه نفسيا أو اجتماعيا .
4-تكبير كل منهما المشكلة الصغيرة وطرح مشكلات سابقة ليس لها علاقة بالخلافات الراهنة , بتفجير الموقف , وتغذية الخلافات حتى تستمر أطول فترة ممكنة .
5-الاستهانة بالمشكلة , السلبية في مواجهتها , وتسفيه كل حل لها وتزكية الخلافات مع الزوج الأخر , ورفض الصلح أو التفاوض , وطلب المزيد من الشجار .
6-العناد والخصام والهجر والتهديد بالطلاق والانفصال من أخري والتوقف عن الخيار بالوجبات الزوجية نكاية بالزوج الأخر .
7-المواجهة السافرة عند حدوث أي مشكلة حيث يعمل كل منهما أو أحدهما إلى ضرب الأخر أو سبة أو تخريب ممتلكاته وادواته واعمالة , أو تشويه سمعته .
3-حالات الاختلاف والاتفاق ..
1- حالة الاختلاف بين رأى الزوج والزوجة
• هذه الحالة إذا كانت في أصول الدين فهي مشكلة لابد لها من حل وكذلك إذا كانت في تربية الأولاد .
أما إذا كانت في الأمور المنزلية أو المعاشية فهي لمشكلة , فكل واحد منهما رأيه وينبغي أن يحترم رأيه .
2-حالة الاختلاف مع نسبة من الاتفاق بين الزوجين .
•هذه الحلة لا ينفع أن تكون في أصول الدين أو الأمور التربوية ..
•وانما في الأمور المنزلية والمعاشية ولن ينبغي أن يسعى الزوجان لتقارب بينهما بأكثر ما يمكن ..
3-حالة التطابق والاتفاق بين الزوجين ..
•هذه الحالة ينبغي أن تكون في أصول الدين والأمور التربوية ..
•لا يشترط وجودها في الأمور المنزلية والمعاشية .
8-ماهى النتائج إذا لم تعالج المشاكل الزوجية ؟
9-إن نفسية الزوج أو الزوجة تتأثر بالهموم التي بداخلها فإذا كان هناك مشكلة معلقة بين الزوجين , ولم يعرفا كيف يتعاملان معها أو يعالجها , فإن نفسيتها تكون متوترة , وهذا التوتر ينعكس على صحتها النفسية وعلى علاقتهما مع الآخرين من الأهل والأصدقاء , كما تنعكس هذه النفسية على أبنائها , ولهذا ينبغي أن تغلق الملفات الزوجية أولا بأول وان يحسنا التعامل ليتجاوزا الخلافات بينهما .
اعرف زوجا تأثرت علاقته مع زوجته ومع أبنائه مدة بقاء الدين على ظهره ولم ترجع الابتسامة إلى وجهه إلا عندما سدد ما عليه من ديون , كما اعرف زوجة تغيرت على زوجها عندما تعرضت والتها لحادث مؤسف وهكذا تتأثر العلاقة الزوجية بما يحمل كل زوج من هم في نفسه وقلبه فكيف إذا كان الهم الذي يحمله بسبب الطرف الأخر ؟!
إن هناك علامات كثيرة تظهر على الإنسان عند عدم توفيقه لحل مشاكله الزوجية ومن هذه العلامات ضعف الإنتاج حيث يلاحظ على حالته النفسية كثرة الجلوس لوحده وحب التفكير في المشاكل والإدمان عليها وكثرة الحورات النفسية فيها , مما يؤثر على عطائه وإنتاجه , كما أن من آثار عدم حل المشاكل الزوجية زيادة الفجوة بين الزوجين والبعد النفسي الذي يحصل بينهما .
8-هل الابتعاد عن المشكلة افضل ؟
كيف تعرف نفسك إن كانت ممن يحب مواجهه المشاكل والتفكير في حلولها وعلاجها أم هل أنت من يحبون الابتعاد عن كل مشكلة زوجية